طائرة بيلوسي تحط في تايوان "رغم التحذيرات الصينية"
وصلت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، الثلاثاء الثاني من أغسطس (آب)، إلى جزيرة تايوان، على الرغم من التحذيرات الصينية التي سبقت هذه الزيارة المثيرة للجدل.
وفي حين أكدت وسائل إعلام تايوانية أنه تم تفعيل منظومة الدفاع الجوي في مطار تايبيه، فقد سبق ذلك إعلان صيني بأن مقاتلات صينية عبرت مضيق تايوان، حسبما أفاد التلفزيون الرسمي الصيني مساء الثلاثاء.
وأفادت قناة "سي جي تي إن" (CGTN) التلفزيونية الرسمية بأن "مقاتلات صينية من طراز Su-35 تعبر مضيق تايوان"، من دون الكشف عن تفاصيل أخرى.
واتهمت روسيا الولايات المتحدة بـ"زعزعة العالم" من خلال إحداث توترات بشأن تايوان حيث تثير زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لهذه الجزيرة غضب بكين.
وكتبت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، عبر "تلغرام"، "واشنطن تزعزع العالم. لم يحل أي نزاع في العقود الأخيرة بل تم التسبب بنزاعات كثيرة".
التحضيرات التايوانية السابقة لاستقبال رئيسة مجلس النواب الأمريكي
مصممون وقادرون
في المقابل، أكدت وزارة الدفاع التايوانية، الثلاثاء الثاني من أغسطس (آب)، أنها "مصممة وقادرة وواثقة" من أنه بإمكانها حماية الجزيرة من تهديدات الصين المتزايدة على خلفية زيارة بيلوسي المحتملة. وأكدت الوزارة في بيان، "نعد بعناية مخططات عدة وستنشر القوات المناسبة للرد... على التهديد الذي يشكله العدو".
وزارت نانسي بيلوسي سنغافورة الإثنين، في أولى محطات جولتها الآسيوية التي قد تشمل تايوان، ما قد يسمم العلاقات المتوترة أصلاً بين بكين وواشنطن. وفي سنغافورة، دعاها رئيس الوزراء لي هسين لونغ، للسعي إلى إقامة علاقات "مستقرة" مع بكين، قبل أن تجتمع أيضاً مع الرئيسة حليمة يعقوب.
وبعد أن أبقت الغموض لفترة طويلة على برنامجها في آسيا، أعلنت بيلوسي الأحد أنها تقود "وفداً من الكونغرس في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لتأكيد التزام الولايات المتحدة الراسخ بالمنطقة". وأضافت، "في سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان سنعقد اجتماعات عالية المستوى لمناقشة الطريقة التي يمكن فيها أن نعزز قيمنا ومصالحنا المشتركة، ولا سيما الأمن والسلام والنمو الاقتصادي والتجارة و(مواجهة) جائحة كورونا وأزمة المناخ، فضلاً عن حقوق الإنسان والحوكمة الديمقراطية"، من دون أن تأتي على ذكر تايوان.
وقال البيت الأبيض، الإثنين، إن بيلوسي لها الحق في زيارة تايوان، مضيفاً أن الصين تبدو مستعدة للرد في الأيام المقبلة باستفزازات عسكرية على الأرجح.
رد فعل الصين
وحذرت الصين من أن جيشها لن "يقف مكتوف الأيدي" إذا زارت بيلوسي الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي والتي تطالب بكين بالسيادة عليها.
الصين تحرك الدبابات اتجاه الساحل المطل على مضيق تايوان
"سننتظر ونرى"
ومنذ أسابيع، ارتفع منسوب التوتر بين الولايات المتحدة والصين إثر معلومات مفادها بأن بيلوسي قد تتجه إلى تايوان، التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها، كما تعتبر أي زيارة ولو قصيرة لرئيسة مجلس النواب الأميركي استفزازاً.
اقرأ المزيد حول الموضوع (سابقا)
لماذا كل هذه الضجة حول زيارة بيلوسي المحتملة إلى تايوان؟
الصين تنظم تدريبات عسكرية استباقا لزيارة بيلوسي إلى تايوان
وحذرت الخارجية الصينية الإثنين من أن الزيارة "ستهدد السلم والاستقرار" بمضيق تايوان في حال تمت. وقال الناطق باسم الخارجية تشاو ليجيان، "إذا زارت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تايوان فستتخذ الصين إجراءات رد حازمة وقوية للدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها". وأضاف، "أما بالنسبة لطبيعة الإجراءات في حال تجرأت على القيام بالزيارة، فسننتظر ونرى".
ونقلت قناتا "سي أن أن" الأميركية و"تي في بي إس" التايوانية الإثنين عن مصادر لم تسمهما، معلومات تفيد بأن بيلوسي تخطط بالفعل لزيارة تايوان ضمن جولتها. وأفادت صحيفة "فايننشيال تايمز" بأن بيلوسي ستلتقي الرئيسة التايوانية تساي إنغ ون الأربعاء في تايبيه، بحسب ثلاثة أفراد مطلعين على تفاصيل الرحلة. وأشارت صحيفة "غلوبال تايمز" القومية التابعة للحكومة في الصين إلى أن بيلوسي قد تلجأ إلى "حجج طارئة مثل عطل في الطائرة أو نفاد الوقود" للهبوط في مطار تايواني.
ونشر الجيش الصيني مساء الإثنين مقطع فيديو على الإنترنت يظهر جنوداً يهتفون بأنهم جاهزون للقتال ومظليين يقفزون من طائرة، إضافة إلى صواريخ كثيرة تدمر أهدافاً عدة. وجاء في نص قصير مرفق بالصور، "كل عدو سيتجرأ على اجتياحنا سيدفن هنا". ولم يذكر النص بشكل مباشر تايوان أو بيلوسي. وأضاف الجيش الصيني "نحن على استعداد"، داعياً الجنود إلى "السير" نحو "النصر".
الغموض الاستراتيجي
ويتوجه مسؤولون أميركيون بانتظام إلى تايوان تعبيراً عن دعمهم لها، لكن زيارة بيلوسي وهي من أعلى المسؤولين في الدولة الأميركية ولها وزن في الحياة السياسية، غير مسبوقة منذ زيارة سلفها نيوت غينغريتش عام 1997.
وتنتهج الولايات المتحدة حيال تايوان سياسة خارجية تعرف باسم "الغموض الاستراتيجي" تقوم على الاعتراف بحكومة صينية واحدة وهي سلطات بكين، والاستمرار بتقديم دعم حاسم لتايبيه، مع الامتناع عن توضيح إذا ما كانت ستدافع عنها عسكرياً في حال غزتها الصين لإعادتها إلى سيادتها.
والأسبوع الماضي، وخلال اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ، حذر هذا الأخير الأميركيين من "اللعب بالنار".
والإثنين، باشر نحو 4 آلاف جندي أميركي وإندونيسي مناورة عسكرية مشتركة كبيرة، لكن واشنطن أكدت أن هذه التمارين لا تستهدف أي بلد. كما أجرى الجيش التايواني أهم مناورات عسكرية له خلال الأسبوع الحالي شملت محاكاة صد هجمات صينية من البحر.
رداً على ذلك، أجرت الصين السبت مناورة عسكرية "بذخائر حية" في مضيق تايوان.
وسعت واشنطن إلى التخفيف من أهمية زيارة بيلوسي إلى تايوان، ودعت المسؤولين الصينيين إلى الهدوء. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، "لدينا اختلافات كثيرة بشأن تايوان، لكن خلال السنوات الـ40 الأخيرة تمكنا من إدارة هذه الاختلافات وقمنا بذلك بطريقة حافظت على السلام والاستقرار".
تابعوا مستجدات جولة بيلوسي الآسيوية في هذه التغطية المباشرة.
المصدر بتصرف:
ليصلك جديدنا تابعنا على صفحاتنا الاجتماعية: الفيسبوك, التويتر ,tumblr, pinterest, linkedin, instagram